مش محتاجة مساعدة من حد.. أول تعليق من عروس الصالحية بعد إخلاء سبيلها يشعل الجدل من جديد


في واقعة أثارت الرأي العام وملأت مواقع التواصل الاجتماعي بالجدل والأسئلة، تصدّر اسم “عروس الصالحية” وعريس المصاب بمتلازمة داون محركات البحث خلال الساعات الماضية، بعد انتشار مقطع فيديو لحفل زفاف في محافظة الشرقية، ظهر فيه شاب من ذوي متلازمة داون إلى جانب عروسه التي بدت متأثرة منهارة بالدموع خلال مراسم الزفاف. المقطع الذي التُقط بعفوية، لم يكن في ظاهره يحمل ما يستحق الجدل، إلا أن التفاصيل التي تبعته كانت كفيلة بتحويل الحفل إلى قضية مجتمعية أثارت انقسامًا كبيرًا في الآراء.ماجدة، العروس التي أصبحت حديث الناس والسوشيال ميديا، خرجت عن صمتها لأول مرة بعد الضجة التي سببتها قصتها، لتكشف عن تفاصيل مؤلمة، لم يكن لها أن تتخيلها يومًا وهي ترتدي فستان الزفاف الأبيض. حيث قالت ماجدة في تصريحات عبر السوشيال ميديا بصوت عالي ومشاعر مختلطة بين الحزن والغضب: “السوشيال ميديا والناس دمروا حياتي وجوازي. كل لحظة كنت أحلم فيها بالسعادة تحولت لكابوس بسبب التنمر والسخرية.”وأضافت العروس: “مش محتاجة لحد.. وسيبوني في حالي. اللي حصل كفاية جدًا، واللي جاي هحاول أساعد نفسي وعيلتي بنفسي، أنا مش ضعيفة.” كلماتها التي حملت ألمًا داخليًا هائلًا، كانت كافية لتكشف حجم الضغوط النفسية التي تعرضت لها خلال الأيام القليلة الماضية، ليس فقط من المجهولين على الإنترنت، بل من مجتمع لم يرحم اختلاف التجربة.ورغم ما تعرضت له، أكدت ماجدة أن عقد زواجها سليم شرعًا، وهو ما أكد عليه الدكتور إبراهيم سليم، رئيس مجلس إدارة صندوق المأذونين الشرعيين، مشيرًا إلى أن العقد مستوفٍ لجميع الشروط الشرعية، من وجود الولي والشهود والإيجاب والقبول، ولا توجد أي موانع شرعية تمنع إتمامه. وقال في تصريحات خاصة: “الزواج صحيح ومكتمل الأركان وفقًا للمذاهب الأربعة، والمأذون ليس من دوره تقييم القدرات الذهنية للطرفين ما لم يكن هناك عائق شرعي واضح أو حكم قضائي.”وانتشرت موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين متعاطفين مع العروس والعريس، ومدافعين عن حقهما في الزواج والحياة، وبين من شككوا في دوافع الزواج ومصداقيته. إلا أن كثيرين دعوا إلى احترام الحياة الخاصة للناس، والابتعاد عن الحكم على الآخرين من خلف شاشات الهواتف.صورة ماجدة وهي ترتدي فستانها الأبيض بجوار عريسها، بينما تحبس دموعها، أصبحت رمزًا جديدًا لنقاش مجتمعي أكبر: هل لا يزال المجتمع المصري قادرًا على احتواء الاختلاف؟ هل الزواج حق مشروع لكل إنسان بغض النظر عن قدراته الذهنية؟ وهل السوشيال ميديا باتت منصة للحكم على البشر دون وجه حق؟في نهاية حديثها، طلبت ماجدة من الجميع التوقف عن الحديث عنها، قائلة: “كفاية اللي حصل، وكل واحد يخليه في حاله. أنا مش طالبة حاجة من حد، نفسي أعيش زي أي بنت.” كلمات قصيرة، لكنها كفيلة بكشف عمق الجرح، وسعة الألم، وحجم المعاناة.